حجر عين القط أو الهر يعتبر من الأحجار الكريمة المميزة التي تضم ظاهرة غير معتادة في إنعكاس الضوء على سطحها حيث تظهر لمعان أشبه بلمعان عيون القطط أو الهررة. في الواقع حجر عين القط “الهر” ليس نوعاً محدداً من الأحجار الكريمة، بل عدة أصناف قد تختلف في تركيبها الكيميائي وتكوينها وحتى لونها، إلا أنها تشترك في خاصية اللمعان المميزة.
من الناحية العلمية فقد تم إطلاق مصطلح “تأثير عين القط” على تلك الظاهرة إنحداراً من الكلمة الفرنسية التي تعني “عيون القط”. ذلك التأثير يمثل مظهر عين القط “الهر” بوضوح كافي ليتم ملاحظته بالعين المجردة بكل سهوله، ويرجع السبب في حدوثه إلى إنعكاس الضوء بواسطة الألياف المتوازية أو القنوات والإبر في الحجر. ومن الممكن القيام بإحداث ذلك التأثير عمداً في المختبر أو بواسطه أدوات تهيئة الأحجار الكريمة من خلال قطع الحجر الكريم على هيئة “كابوشون” (صقل الحجر فيما عدا الأوجه) وعمل ألياف متوازية فيه ليتألق مظهر عين القط عند إستعراض الحجر في الضوء.يشابه تأثير عين القط “الهر” تأثير النجوم على الأحجار الكريمة، إلا أن الإختلاف بينهما يكمن في وجود مصفوفة واحدة عمودية من الضوء على أحجار عين القط بينما يوجد 4 إلى 6 مصفوفات من الضوء على الأحجار التي تضم تأثير النجوم. ويجدر الإشارة هنا إلى أنه من المعتاد العثور على أحجار عين القط “الهر” تحتوي على مصفوفتين متعامدتين على ذات الحجر لدى متاجر الأحجار الكريمة ومقتنيها.الأحجار الكريمة ومقتنيها.
أشهر أحجار عين القط “الهر” وأكثرها قيمة هي المستنده على حجر كريسوبيريل عين القط، وتجدر الإشارة هنا إلى أن مجرد ذكر حجر عين القط “الهر” في مجال تجارة الأحجار الكريمة يدل على حجر الكريسوبيريل الذي يحتوي على ذلك التأثير. لكن هذا لا ينفي وجود أنواع وأصناف من الأحجار الكريمة تحتوي على ذات التأثير.
يندرج حجر الكريسوبيريل إلى ذات عائلة حجر الألكسندريت النادرة، لذلك لا دهشة عند ذكر أنه يتميز بصلادة مرتفعة جداً تقدر ب 8.5 على مقياس موس للصلادة، مما يجعله مناسباً للكثير من أنواع المجوهرات والحلى، وهو يتميز بألوان الأزرق والأحمر والأخضر والأصفر والبرتقالي والبني والوردي والبنفسجي والرمادي في الطبيعة وحتى قد تتنوع الألوان في ذات الحجر ببعض الأحيان. ويتم إستخراج كريسوبيريل عين القط من مناجم تقع بدول سريلانكا والبرازيل والهند والصين وزيمبابوي.