يعد حجر الفيروز أقدم الأحجار الكريمة التي عرفت في تاريخ البشرية على الإطلاق حيث إستخدمه الملوك في تزيين تيجانهم الملكية و ملابسهم و حتى في تمييز أدواتهم التي إعتادوا إستخدامها في حياتهم اليومية مثل القدماء المصريين “الفراعنة” بينما و في ذات الوقت كان من المعتاد أن يستخدم الكهنة حجر الفيروز في إعداد طقوسهم أو لإضافته إلي رموزهم المقدسة لإعتقادهم في قدراته و إتصاله بقوى عليا أو حتى لنفس الغرض الذي إستخدمه الملوك له و هو التزين و التميز عن العامة، أيضاً إستخدمه المحاربين في إضفاء شكل مميز على سيوفهم و دروعهم خاصة الفرسان و المحاربين المخضرمين. حيث أنه في العديد من الثقافات يعتبر حجر الفيروز رمز للحماية و القوة، ناعم الملمس كما أعتقد في قدرته على شفاء العيون حيث أنه يشعر الفرد بالراحه عند النظر إليه كما و أنه قد نحت في السماء و من ثم تسلل إلي الأرض.
يتميز بدرجة فريدة من اللون الأزرق الذي في العادة ما يكون مزيجاً من اللون الأزرق و الأخضر الشيء الذي يفسر سبب إكتسابه للمسمى الخاص به ألا و هو حجر الفيروز مع ملاحظة أن الفيروز باللغة الإنكليزية يعد إسم تلك الدرجة من الألوان، الزرقشة المتواجدة على الحجر يغلب عليها اللون البني و التي تعمل على تعزيز طابع الحجر و إكسابه شكل جمالي خاص. بخصوص مسمى الفيروز و الذي يطلق عليه بالإنكليزية “تركواز” يرجع أصله إلي الفرنسية و هو يعني “حجر تركي” لأن الطرق التجارية التي كان يشحن فيها الحجر إلي أوروبا تتصل بمناجم في وسط قارة أسيا و التي كانت تمر بدولة تركيا، بجانب أنه كان من الشائع أن يشتري التجار الحجر من الأسواق التركية.
لألاف السنين حجر الفيروز أستخدم في كافة الحضارات و الثقافات حيث مثل الحكمة و النبل و الخلود بين القدماء المصريين و الفرس و الصينيين و حضارة الأنكا في أمريكا الجنوبية و السكان الأصليين في أمريكا الشمالية، حيث كان حجر الفيروز مقدس لإعتقاد البعض في خواصة لإكساب القوة و الحظ و الحماية.
تم إكتشاف أخراز من حجر الفيروز في العراق تم تحليلها بالكربون المشع ليتم إعطاء تاريخ تقديري لها و الذي أظهر أنها ترجع إلي أكثر من 5000 عام قبل الميلاد، بينما كان الفراعنة في سيناء يقومون بإستخراجه من جبال سيناء 3200 عام قبل الميلاد. يرجع قناع توت عنخ أمون إلي 5000 عام قبل الميلاد و الذي تم تزيينه بحجر الفيروز بشكل رائع ولا شك أيضاً أنه أستخدم في تزيين الأدوات المشابهه في ذلك العصر مثل الأقنعة التي ترمز للألهه بينما في حضارات أمريكا الجنوبية أستخدم في الجماجم المطعمه بالأحجار الكريمه و الدروع و التماثيل.
لقرابة الألف عام قام السكان الأصليين لأمريكا الجنوبية بتعدين و تهيئة أحجار الفيروز لإستخدامها في حراسة أماكن دفن الموتى لديهم، ليتم إكتشاف تلك الجواهر لاحقاً في الأرجنتين و المكسيك. بينما و بالنسبة لكهنه الهنود فقد كانوا يستعملونه أيضاً في المواسم و الأعياد المقدسة حيث أعتقد العديد منهم أنه حجر كوني يسمح لعقولهم أن تتحد مع الكون عند إرتداءه.
عناصر هامة
يعد حجر الفيروز من الأحجار الكريمة سهله الخدش و التأثر بالإحتكاك لذلك ينصح بإضافه مادة شمعية أو صمغية على سطحه للحفاظ عليه لأطول فترة ممكنه حيث أن صلادته على مقياس موس تتراوح بين 5 إلي 7.
يعد من الأحجار عالية الثمن و القيمة.
يتكون حجر التركواز من إتحاد عنصري فوسفات الألمنيوم و النحاس إلي جانب الحديد و بعض العناصر الأخرى بنسب قليله.
أغراض و إستخدامات حجر الفيروز
لمئات السنين أعتقد أن حجر الفيروز يحوي القوة التي تحمي الفرسان من الإصابة الناتجة عن السقوط حيث تم إستخدامه في البداية من قبل الجنود الأتراك لزخرفه دروعهم ليصبح لاحقاً رمز للوقاية من السقوط بأنواعه، في ذات الوقت عرف عن حجر الفيروز بتأثره بالحالة النفسية لمن يرتديه حيث يبهت عندما يكون حامله مريض أو حزين حتى يفقد لونه بالكامل عندما يتوفي حامله و من ثم يستعيد لونه مرة أخرى عندما يتم يستحوذ عليه شخص أخر جديد.
إحدى أغرب إستخدامات الفيروز إعتقاد العديد من الأفراد قديماً أن من يرتديه لن يكون بحاجه للحصول على صديق حيث يعد و بمثابه صديق و ملازم جيد، في دول شرق أسيا يعتقد في قدرة حجر الفيروز على حماية مرتديه من جميع أنواع الشر بينما تشير إحدى الأقوال هناك أنه عندما يهدى إليك من قبل شخص عزيز إلي قلبك فهو يوفر السعادة و الحظ السعيد. على أي حال لن تستفيد من هذه الخاصية كما أشير في المقولة إلا إذا قدم لك من قبل صديق. يشتهر أيضاً بقدرته على أن يجعل الفرد يفكر بشكل أفضل و أن يحصل على بصيرة واضحة.
حجر الفيروز يتميز بقيمته كحجر كريم يستخدم في الزخرفة و الذي يفترض أنه يرمز إلي قوة الرجل حيث أن طبيب بلاط الإمبراطور رودولف الثاني كتب في عام 1609 أن حجر الفيروز كان يتم تقديره كثيراً من قبل الرجال حيث كان لا يكون متزين بالشكل الأمثل إلا إذا كان يرتدي شيئاً مطعماً به. اليوم يعرف أن حجر الفيروز يقوي الرجال و النساء على حد سواء ما إذا كان يتم إرتدائه أو حمله فهو يرمز إلي الحظ الجيد و النجاح و الطموح و الإبداع.
داخل بيئة العمل يمثل حجر الفيروز القيادة و هو يساعد على السفر و التنقل المنتظم المرتبط بالعمل بجانب دوره في تجاوز الإستثمارات الغير جيده. في العادة يعتبر مناسب إلي حد كبير لمن يعمل في وظيفة مرتبطة بالقانون أو في الحكومة بينما ينصح به و بشكل خاص للمحاسبين و تقنيين الحاسب لقدرته على إسترخاء العقل و القضاء على الشعور بالضغط بينما أيضاً بالنسبة لمن يعمل في مجال الراديو أو التلفاز يساعد على القضاء على التوتر.