حجر العقيق السليماني هو أحد أنواع حجر العقيق الذي ينتمي بدوره إلى عائلة الكوارتز، تقدر صلادته 7 درجات على مقياس موس للصلادة ويتم تمييزه من خلال وجود علامات عليه شبيهه “بالعين” يتم بناء عليها تقدير قيمته. تشتهر أحجار العقيق السليماني في الوطن العربي خاصة مقارنة بمدى شهرتها في الغرب، وذلك لعدة عوامل تشتمل أهمها على المعتقدات والأساطير التي توارثتها الأجيال حولها بجانب مظهرها المميز وتوافرها في أغلب الأراضي العربية .
ونظراً لوجود ألاف الأنواع من أحجار العقيق فإن ذلك ينعكس بدوره على حجر السليماني، وذلك لأنه ليس صنفاً بحد ذاته من الأحجار الكريمة وإنما يتم تصنيفه بناءً على عوامل ظاهرية كما ذكرنا بوجود شكل دائري على سطحه يشبه العين وليس بناءً على خصائصه وتركيبته الكيميائية. وبالتالي فيمكن العثور على حجر السليماني بأشكال وألوان عديدة أبرزها البني بدرجاته و الأسود والأبيض والأحمر.
يستخدم حجر العقيق السليماني في صناعة المجوهرات للرجال خاصة، ويتجلى ذلك بمعروضات المتاجر من تلك الأحجار التي نرى أن أغلبها يتضمن الخواتم والسلاسل الرجالية. لكن ذلك لا ينفي حقيقة عدم وجود معروضات منه للنساء. ويلاحظ أن الكثير من عمليات إقتناء حجر السليماني تتم من خلال إقتناءه في خاتم أو كحجر منفصل بحد ذاته حيث يميل العديد من الأفراد إلى الإحتفاظ به بتلك الهيئة لأمور ترجع إلى التفضيلات الشخصية للمقتني ومعتقداته
معتقدات حول الحجر السليماني
يطلق مسمى سليماني على ذلك النوع من أحجار العقيق نسبة إلى النبي سليمان وما عرف عنه حول قدرته في إخضاع الجان له وتنفيذ أوامره وما إلى ذلك من قدرات خارقة مثل التحدث إلى الحيوانات كما ذكر في القرأن الكريم. ومثال على ذلك عندما أتى الهدهد إلى النبي سليمان ليخبره بأنه رأى ملكة لها عرش عظيم على اليمن وأن قومها يعبدون الشمس دون الله، مما أغضب النبي عندما سمع هذا القول حتى أرسل رسالة إلى تلك الملكة يطالبها بالإيمان بالله والإسلام، أبت الملكة في ردها وأرسلت إلى النبي سليمان هدايا وأحجار كريمة لتتجنب حدوث حرب معه من ناحية ولكي تختبر صدق ما يدعوا من ناحية أخرى. رفض النبي سليمان إستلام ما أرسلت له، فأمنت الملكة سبأ بما يدعوا إليه النبي، حتى طلب بعد ذلك النبي سليمان من الجن أن يأتي إليه بعرش بلقيس حتى يبهرها بمدى قدرة الله عز وجل، وقد قام الجن بإحضار العرش بالفعل وبسرعة قبل أن تطرف عين النبي سليمان. وقد أمر سليمان من الجان أيضاً أن يقوموا بتشييد قصر عظيم من الزجاج وعلى الماء لإستقبال تلك الملكة وقد قاموا بإطاعه أوامره وتنفيذه كما طلب .
وهكذا، فإن المعتقدات السائدة في البقاع العربية في هذا العصر قد تشكلت على أساس تلك القصة وما أضيف عليها عبر التاريخ من قبل مقتني تلك الأحجار والتجار .
يتم إقتناء الحجر السليماني من قبل الكثيرين لظنهم فيه بأنه مسكون بالجن ولإعتقادهم في فعاليته القوية وقدرته على جلب الرزق والحظ والمحبة بجانب قدرته على الستر وقت الجماع .
وطبقاً للمعتقدات القديمة، من أجل الحصول على فوائد الحجر السليماني يجب إرتداءه كخاتم أو سلسلة أو تميمة أو حتى حمله كما هو لفترة قصيرة تقدر بالأسابيع، حيث يعتقد في سرعة تأثيره مقارنة بالأحجار الثمينة الأخرى .
أماكن إستخراج الحجر السليماني
يتم إستخراج أغلب أحجار العقيق السليماني من اليمن كما يفضل مقتنيه حيث طبقاً للمعتقدات هذا هو المصدر الأساسي لها لأنها المكان الذي حدثت فيه قصة النبي سليمان وملكة سبأ. وعلى الرغم من ذلك يمكن العثور على تلك الأحجار بعدد من الدول الأخرى التي يتم منها إستخراج أحجار العقيق عامة مثل العراق والهند والولايات المتحدة الأمريكية. وتوجد تلك الأحجار تحديداً في الجبال والصحاري في صورتها الطبيعية، ليتم بعد إستخراجها والعثور عليها القيام بعمليات تهيئتها وصقلها وتلميعها .
وتجدر الإشارة إلى إنتشار أحجار شبيهه جداً بالحجر السليماني مصنعة غير أصلية لدى العديد من البائعين والمتاجر الشعبية، حيث يتم تسويقها على ذلك الأساس وبأسعار مبالغ بها. أغلب تلك الأحجار يمكن تمييزها من قبل الخبراء بمجال الأحجار الكريمة والبائعين المحترفين .
لذلك يجب عليك تحري الحرص أثناء عملية إختيار وإقتناء الحجر السليماني من خلال فحصة جيداً قبل الشراء أو اللجوء إلى أحد متاجر الأحجار الكريمة والتجار الموثوقين بهذا المجال .