تحوت أو توت إله الحكمة عند الفراعنة.أحد أرباب ثامون الأشمونين الكوني يعتبر من أهم الآلهة المصرية القديمة، ويُصور برأس أبو منجل نظيره الأنثوي الإلهة ماعت ولقد كان ضريحه الأساسي في أشمون حيث كان المعبود الأساسي هناك
اعتبر قدماء المصريين أن الإله تحوت هو الذي علمهم الكتابة والحساب وهو يصور دائما ماسكا بالقلم ولوح يكتب عليه له دور أساسي في محكمة الموتى حيث يؤتى بالميت بعد البعث لإجراء عملية وزن قلبه أمام ريشة الحق ماعت ويقوم تحوت بتسجيل نتيجة الميزان. إذا كان قلب الميت أثقل من ريشة الحق - فيكون من المخطئين العاصين يُلقى بقلبه إلى وحش مفترس تخيلي اسمه عمعموت فيلتهمه وتكون هذه هي النهاية الأبدية للميت أما إذا كان القلب أخف من ريشة الحق (ماعت) فمعنى ذلك أن الميت كان صالحا في الدنيا فيدخل الجنة يعيش فيها مع زوجته وأحبابه بعد أن يستقبله أوزيريس
أسطورته :
يحتل تحوت مركزا هاما في الديانة المصرية القديمة فيربط به دور الوسيط بين ألهة الخير والشر وتقص أسطورته بأنه عاصر ثلاثة صراعات بين الخير والشر الثلاثة صراعات متماثلة من حيث المبدأ مع تغير في المتصارعين بحسب زمن كل اسطورة في المعركة الاولى كان الصراع بين الإله رع و أبيب والثانية بين بين حيرو-بيخوتت و ست والصراع الثالث بين حورس ابن أوزوريس وست وفي كل من تلك الصراعات كان الإله الأول يمثل "النظام" في الكون والمصارع الثاني يمثل قوى العشوائية وضياع النظام وكان عندما يصاب أحد المتصارعين بإصابة خطيرة عندئذ يقوم تحوت بمعالجته ليستطيع العودة إلى المعركة هذا بحيث أن لا يغلب أحدهما الآخر
ونعرف أيضا عن دور تحوت في أسطورة إيزيس وأوزوريس فبعد أن قامت إيزيس بجمع أشلاء أوزوريس من انحاء مصر تحت فعل ست أسر تحوت لها بكلمات لتستطيع بعثه من جديد وأن تنجب منه (بعد مماته) إبنهما حورس. ثم قامت معركة بين حورس (المنتقم لأبيه ) وست وفقد حورس في ذلك الصراع عينه اليسرى ولكن استشارة تحوت أعطته الحكمة والمعرفة لمعالجتها واسترجاعها فكان تحوت هو الإله الذي ينطق بإرادة رع
في البدء كان رع و تحوت و ماعت حيث كانت ماعت ممثلة النظام في الكون وتمثل الحق والعدل وكان تحوت بتنفيذ إرادة رع وتنسب الاسطورة له جعل السنة 365 يوما طبقا للأسطورة كانت السنة 360 يوم فقط فكانت نوت زوجة رع لم تحمل ولم تنجب له طفلا خلال تلك الأيام فتراهن تحوت مع القمر على 1/72 من ضوئه وكسب (360/72 = 5) 5 أيام زائدة وخلال تلك الخمسة أيام حملت نوت (ربة السماء) وأنجبت حيرو-أور (حورس الكبير ، وجه السماء) وأوزوريس و ست و إيزيس وأختها نيفتيس
من صفاته :
كانت لتحوت عدة وظائف هامة في الديانة المصرية القديمة فكان أولا الوسيط في الصراع بين قوى الخير وقوى الشر وكان عليه أن لا يغلب احدهما الآخر ويقضي عليه كما يعزى له أنه علم المصريين الكتابة بصفته كاتب الآلهة
وفي العالم الآخر دوات يظهر في هيئة أبو منجل إله الميزان الذي يسجل نتيجة وزن قلب الميت بالميزان بالنسبة لوزن الريشة ممثلة لتعاليم ماعت (الحق والعدل والنظام الكوني)
كان المصريون القدماء يعتقدون أن تحوت إله خلق نفسه بنفسه فكان يمثل القانون الإلاهي والأخلاق وكان عليه مراعاة تحقيق ماعت
في نفس الوقت كان هو صاحب الحسابات لتكوين السماء والنجوم والارض وما فيهم وكانت الإلهة ماعت هي المحافظة على النظام الكوني وينسب إليه تحريك الأجرام السماوية ومن دون كلماته في اعتقاد المصريين القدماء لا تستطيع الالهة البقاء فكانت قدرته بلا حدود في العالم السفلي ، وتضارع قدرة رع و أوزوريس
يعزي إليه قدماء المصريين بأنه صاحب كل العلوم والأعمال والديانة والفلسفة والسحر واعتبره الإغريق مخترع علم الفلك ومخترع الأعداد والتنجيم والرياضيات وقياس الأرض والطب و علم الزراعة والطقوس الدينية والكتابة