استخدم السودانيون نظام المقايضة لتبادل السلع بين الافراد ثم استخدموا الخرز و الأحجار كوسيط و بديل للعملة في المعاملات التجارية الي ان فتحها محمد علي باشا و ضمها الي مصر فكان من الطبيعي ان يكون النظام النقدي للسودان كالنظام النقدي لمصر فتداولت العملات المصرية في السودان كعملة أساسية .
و أثناء قيام القائد الإنجليزي غوردون باشا بمحاولة اجلاء القوات المصرية من السودان بعد انتصارات ثورة المهدي هناك و تم حصار قواته في الخرطوم و قطعت عنه الامدادات و نفذت الأموال من خزائنه فاصدر اذون خزانة لحاملها في 25 ابريل 1884 م تصرف من خزانة الخرطوم او مصر.
و بعد مقتل غوردون باشا علي يد رجال المهدى في 26 يناير 1885 م اصدر المهدى اول عملة سودانية خالصة و كانت من ثلاث فئات فقط هي الجنيه الذهب و الريال و النصف ريال الفضة .
و عندما تولي الخليفة عبد الله الحكم بعد المهدي و جد نقصا كبيرا في العملات المتداولة فاستعمل قطعا من القماش الدمور كعملات للتداول مقيمة بعشرة قروش و قرشين و نصف القرش الا ان هذه القطع من القماش اتسخت بعد فترة فأمر الخليفة بابطال التعامل بها و سك عملة جديدة اسمها ( مقبولة ) .
و اثناء كل هذه الاحداث السابقة لم ينقطع استخدام العملات المصرية في السودان كما استمر استخدام العملة المصرية و العملة الإنجليزية كعملات أساسية في السودان اثناء الحكم الثنائي ( الإنجليزي – المصري ) الذي بدأ سنة 1899م الي ان استقل السودان في سبتمبر 1956 م فقامت الحكومة السودانية بجمع العملات المصرية و الإنجليزية المتداولة بالسودان و سلمتها للحكومة المصرية .