أقدم عمله معدنيه مزيفه ظهرت حتى الان درهم من فئه ( تتراخما ) يرجع تاريخه الي 450 ق.م مغطى بقشرة من الفضه و هو محفوظ الان في المتحف المصري بالقاهرة .
يذكر المقريزي أن أول من غش و زيف الدراهم الاسلاميه هو ( عبد الله بن زياد ) حاكم البصرة من قبل الخليفه ( معاويه بن يزيد ) و ذلك بعد هروبه من البصرة عام ( 64هــ / 684 م ) و كانت دراهم علي الطراز الساسانى .
كما يذكر ابن اياس في تأريخه لحوادث عام ( 911 هــ / 1486 م ) أن السلطان علم أن رجلا تركيا اسمه سنباطى يضرب الدراهم و الدنانير الزغل ( المزيفة ) فأرسل من قبض عليه فوجده عنده الات لضرب الزغل و كان يعاونه محموعه من الرجال فأمر السلطان بقطع أيديهم .
بعد الغزو العثمانى لمصر انخفض وزن و عيار النقود العثمانيه و هذا اغري بعض الزغلية لتزييف العملات و لمقاومه هذه الظاهرة أمر ( خايربك ) في ( 928هــ /1522 م ) بشنق أربعه أشخاص لقيامهم بتزييف العملة و في نفس العام أمر والى مصر بمعاقبه أربعه و عشرين شخصا أكثرهم لصوص و زغلية فخوزق بعضهم و شنق البعض الاخر .
يذكر الجبرتى أن السلطان أمر في عام ( 1203 هــ / 1789 م ) بابطال التعامل بالزيوف المغشوشه و الذهب الناقص علي ان يقوم الصيارفه بقطع الدراهم الفضه المنحسة أي ( المخلوطة بالنحاس ) و كذلك الذهب الذي يقل الدينار منه عن العيار بمقدار ثلاثه قراريط و اوجبت الحكومه ضرورة توريد هذه الدنانير الي دار الضرب ( الضربخانه ) بسعر المصاغ أي الذهب الكسر ليعاد سكه من جديد و مع ذلك فان اكثر الناس لم تمتثل لهذه الأوامر و ظلوا يتداولون الزيوف لان غالب الذهب علي هذا النقص اذا بيع علي سعر المصاغ خسروا فيه تقريبا من النصف .
كان محمد على باشا أحيانا يعاقب من يزيف العمله المصريه أو يروجها بأسعار تخالف تسعيرة الحكومه بالطرد من البلاد سواء كان المزيف مصريا او اجنبيا يعيش في مصر و كان يمهله ثلاثه اشهر ليرحل عن البلاد .
الاغلبيه العظمى ممن عمل في تزييف العملات كانوا هم موظفو الضربخانه أنفسهم و الصرافين و معظمهم من اليهود ومن الغريب ان معظم ضرب النقود المزيفه كان يتم في دور ضرب الدوله نفسها وكانت تغلق دور الضرب التي يثبت قيامها بالتزييف أو التي يثبت أنها لا تضرب النقود موافقه لعيار ضربخانه استانبول و من المعروف ان الضربخانه المصريه أغلقت لفترة عام ( 1205 هــ / 1791 م ) بعد التأكد من ان النقود التي سكت بها لا توافق عيار السكه المضروبه في استانبول .