نواعير حماة وهي آلات مائية خشبية تدور بالقوة المائية وتتواجد على شواطئ نهر العاصي في مدينة حماة. وتنقل الماء منه بواسطة صناديق إلى حوض علوي ومنه يجري في قنوات محمولة على قناطر ليسقي المدينة وبساتينها.
وأصل تسمية الناعورة لغوياً من فعل نَعَر بمعنى احدث صوتاً فيه نعير، والنعير هو صوت يصدر من أقصى الأنف وسميت بالناعورة لصوتها.
في التاريخ
برع السوريون القدماء في شتى نواحي العلوم، والكثير من الحضارات التي قامت فوق الأرض السورية بامتدادها من البحر المتوسط حتى حدود الجزيرة السورية شرقا قدم الإنسان السوري الكثير بشتى أنواع العلوم وتخطيط المدن والقوانين والعبادات وتدجين الحيوانات والزراعة والفلك والمعارف والابتكارات الأولى في التاريح البشري وابتكروا طرق وأساليب كثيرة تتعلق بالزراعة والري منها القنوات المائية التي يوجد منها في عدة مواقع أثرية في سورية ومنها النواعيروأقدم صورة للناعورة نجدها في لوحة من الفسيفساء يعود تاريخها للقرن الرابع قبل الميلاد وقد تم العثور عليها في مدينة أفامياأ الأثرية بالقرب من حماة وهي موجودة اليوم في حديقة المتحف الوطني في دمشق.
وقد لاحظ الرحالة وجود النواعير في مدينة حماة حيث نجد الرحالة ابن جبير يقول عنها:
«هي مدينة شهيرة في البلدان قديمة الصحبة للزمان حتى إذا جست خلالها ونفرت ظلالها أبصرت بشرقيها نهرا كبيرا تتسع في تدفقه أساليبه وتتناظر في شطه دواليبه وقد انتظمت طرفيه بساتين تتهدل أغصانها عليه.»
كما أن الرحالة ابن بطوطة يقول عن حماة:
«تحفها البساتين والجنات عليها النواعير كالأفلاك الدائرات ويشقها النهر العظيم المسمى بالعاصي ولها ربض سمي بالمنصورية أعظم من المدينة فيه الأسواق الحافلة والحمامات الحسان.»
أما المؤرخ أبو الفداء الذي كان ملكا على حماة فقال عن مدينته هذه ونواعيرها
«حماة من الشام مدينة أزلية وهي من أنزه البلاد الشامية...و بها نواعير على العاصي تسقي أكثر بساتينها ويدخل منها الماء إلى كثير من دورها.»