كان يوجد شخص او اكثر في السوق يختص بعمليه فحص النقود فينقد الرديء من الجيد و عرف هذا الشخص ب ( النقاد ) و منها اخذ مصطلح النقود و كان النقاد يكشف عن عيار النقود بحك قرص العمله و استخدام سائل لمعرفه نوع معدن العمله و عيارها و كان يستخدم ميزان خاص اطلق عليه ( ميزان المحكمه ) لمراجعه وزن العمله اما في المصالح الحكوميه فكان يتم تعيين مجموعه من الصرافين ذوي الخبرة يطلق علي الواحد منهم لقب ( جهبذ ) أي الذي يميز الخالص من البهرج ( السليم من المغشوش ) وله الحق في ثقب أو وسم العمله المغشوشه بخطين متقاطعين و تحرير محضر ضد حاملها اذا دعت الحاجه .
و استخدمت الدوله طرقا مختلفه للقضاء علي ظاهرة قرض الدينار و الدرهم منها نقش دائرة علي سطح العمله تحيط بالكتابات الموجودة علي الدرهم و الدينار اطلق عليها اسم ( حرز الدرهم و الدينار ) اذا قص أو قرض شخص الدرهم أو الدينارمن خارج هذه الدوائر فلا يعاقب و تقبل العمله في التداول اما اذا قص او قرض الدرهم او الدينار الي داخل تلك الدوائر يقام عليه الحد و لا تقبل العمله في التعامل عدا و لكن تقبل وزنا .
كما لجأت بعض الدول الي صنع شرشرة ( جنزير ) للعمله خاصه الذهبيه و الفضيه لصعوبه تقليدها و أي نقص في اطراف العمله ناتج عن القص أو البرد يظهر بالعين المجردة دون اللجوء الي وزن العمله و يعتبر هذا النقص اتلافا للعمله مما يجعلها غير قابله للتداول .
و أحيانا كانت الدوله تستخدم النقود في تحذير الناس من غش النقود و تزييفها فكانت تنقش عليها بعض العبارات مثل ( أمر الله بالوفاء و العدل ) ، ( هذا الدرهم ملعون من يغيره ) .
و في القران الكريم بعض الايات التي تحرم الغش و الاضرار بالناس كقوله تعالى في سورة الشعراء ايه رقم(181) بسم الله الرحمن الرحيم ( أوفوا الكيل و لا تكونوا من المخسرين ) صدق الله العظيم و في سورة هود ايه رقم ( 85) بسم الله الرحمن الرحيم ( و لا تبخسوا الناس أشياءهم و لا تعثوا في الأرض مفسدين ) صدق الله العظيم و قال الرسول محمد صل الله عليه و سلم ( من غشنا فليس منا ) لذلك اجتمع جمهور العلماء علي تحريم الغش و تزييف النقود .
عندما وجد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه الغش و التزييف في النقود المتداوله قال ( هممت ان اجعل الدرهم من جلود الابل ) فقال له بعض أصحابه ( اذا لا بعير ) فأمسك عن هذه الفكرة حفاظا علي الابل التي ستكون المصدر الرئيسي لهذه النقود.