قبل التطرق إلي خصائص و معاني حجر الزفير نشير إلي أنه يندرج إلي مجموعة أكثر أربعة أحجار نفيسة في العالم و التي تضم الألماس و الياقوت و الزمرد حيث يشيع الإعتقاد في قدرته على الحماية و إكتساب الحكمة و يعتقد البعض في إتصاله بالكون إضافة إلي قدرته على نشر السعادة و الأمل و الحماية خلال الرحلات الطويلة، أيضاً إلي جانب أثره على جلب الضوء و السلام الداخلي و فتح منظور العقل على الجمال و تحفيزه على الإبداع. يعرف عن حجر الزفير قدرته في الحفاظ على الأمل أن أحلامنا و رغباتنا العميقة سوف تتحقق في يوم من الأيام. يتوافر حجر الزفير في عدة ألوان تشمل اللون الأزرق و البنفسجي و الأخضر و الأصفر و الأسود و حتى الشفاف الذي يصحبه لمعان مميز.
أفضل أنواع حجر الزفير يمكن العثور عليها في مناجم سريلانكا و تايلاند و الهند و بورما و مدغشقر و أستراليا و البرازيل، فما إذا كان مستخرج من بورما يتم إعتباره ذو قيمة أعلى من المستخرج من مدغشقر و سيلان ذلك نتيجة لكونه يتميز بلونه الأزرق الجذاب بينما يعد المستخرج من الهند من أكثر الأنواع ندره على الإطلاق مما يجعله أكثر الأنواع المرتفعة ثمناً بين الأخرى لأن المناجم المتواجدة هناك قد تم إستنزافها منذ زمن بعيد.
صيغة حجر الزفير الكيميائية هي Al2O3 الشيء الذي يعني أن هذا الحجر مكون من أكسيد الألمونيوم وهو ما يكسبه ذلك المظهر و اللون المميز، نتيجة لذكر مصطلح الألمونيوم بالمثال أعتقد أنه جال بخاطرك ذلك اللون الشهير له حيث و أنه لابد أنك قد رأيت ذلك المعدن بشكل أو بأخر في أحد الأيام حيث يسود إستخدامه في صناعة العديد من الأدوات و الأغراض لكن على الرغم من تخيلك هذا لشكل حجر الزفير هو غير صحيح على الإطلاق إلا في حالة إذا كنت رأيته من قبل! حسناً، لون حجر الزفير مختلف كل الإختلاف عن لون الألمونيوم كما موضح بالصور الموجودة في هذا التقرير. إحدى خصائص ذلك الحجر أنه يتميز بكونه إحدى أكثر الأحجار الكريمة صلادة على الإطلاق و ذلك لأن درجة صلادته على مقياس موس هي 9 مقتربه من الحد الأقصى 10 درجات.
حجر الزفير هو إنحراف لأكسيد الألمونيوم مما يعني كونه مطابق إلي حد كبير لبنية حجر الياقوت، الإختلاف ينحصر في إختلاف عدد الذرات التي تسمى بالشوائب حيث أنها تتواجد داخل مصفوفة الألمونيوم مما يعني تغيير خصائص الحجر و بالتالي تفسير وجود هذا الإختلاف بين الياقوت و الزفير. إحدى تلك الإختلافات تنحصر في اللون بكل تأكيد حيث أن مظهر و لون حجر الزفير يعتقد العلماء أنه ناتج عن وجود شوائب من الحديد و التيتانيوم، حيث أنه في تلك الحالة و بشكل خاص ينتقل إلكترون من ذرة الحديد إلي ذرة التيتانيوم و من ثم ينتج من تواجد هذا الألكترون أنه يمتص طيف اللون الأحمرو من ثم يرسل ترددات الضوء الطيفي للألوان الأزرق و البنفسجي، هذا بالتحديد السبب وراء مظهر حجر الزفير المميز و الذي يعرف بلونه الأزرق الداكن. عند تكبير مدى رؤية حجر الزفير من الشائع أن تلاحظ وجود ترسبات مثل ترسبات الكوارتز “ترسبات الرمال السوداء” و هو شيء طبيعي أن يكون متواجد مع العلم أنه بإمكانك ملاحظته فقد بتقريب الحجر من عينك المجردة.
معتقدات عن حجر الزفير
يعتقد العديد من الأفراد بقدرة حجر الزفير على إضفاء أثر إيجابي على من يحتاجه بدون إدراك مرتديه و هو نوع من الإعتقاد في وجود ذات عليا منفصلة له، حيث يقال أن سيدنا موسى قام بإرتدائه لكن لا يوجد قول صريح يثبت ذلك على الرغم من هذا يعتقد عدد من الأفراد في صحة المعلومة مما يجعله إحدى أكثر الأحجار الكريمة قدسية. نتيجة لأسباب واضحة عن مكانة الحجر القدسية يعد أكثر الأحجار المرغوب فيها لدى الملوك و الأمراء حيث كان يتم إستخدامه على نطاق واسع في تزيين تاج و أدوات الملك و حتى مجوهرات و أدوات الملكة بالطبع، يشيع إرتداؤه أيضاً بين أفراد الطبقة الأرستقراطية و كبار الكهنة حيث أنه في زمننا الحالي نلاحظ أن التاج الملكي البريطاني مزين بأحجار زفير زرقاء كبيرة الحجم و التي ترمز إلي النقاء و الحكمة. تجدر الإشارة إلي أن أكبر مناجم حجر الزفير حول العالم يقع في سريلانكا حيث يعرف بإحتوائه على كميات كبيرة منه يتم إستخراجها و توزيعها على نطاق واسع.
في علم الفلك يرتبط لون حجر الزفير الأزرق بكوكب زحل بينما يرتبط الزفير الأصفر بكوكب المشتري إستناداً إلي المعرفة القديمة أفضل الأحجار الكريمة تستخدم في تعزيز الخصائص الإيجابية للكواكب خاصة ما إذا كانت الأحجار نقية و بدون عيوب على قدر الإمكان، بالتأكيد من الصعب الحصول على حجر بتلك المواصفات إلا إذا كنت تخطط لإنفاق قدر كبير من المال.
الزفير يرمز له عادةً بكونه إحدى أحجار القدر حيث يعتقد بقدرته على جعلك تفكر بصفاء و بوضوح، إحدى النقاط التي يتم الجدال عليها بين المتخصصين في ذلك المجال ما إذا كان يساعد على الإستقلال مالياً و حتى الإستقلال مكانياً. من خلال النظر بمنظور ميتافيزيقي إلي الموضوع نجد أنه يجب التفرقة بين حجر الزفير إلي نوعين رئيسيين، النوع الأول هو الأزرق الفاتح و الذي يعني إمكانية إستخدامه لتعزيز الشاكرا الخامسة بينما النوع الثاني الأزرق الداكن و الذي يساعد على فتح الشاكرا السادسة. لذلك إذا كنت تخطط لإستخدامها من أجل التأمل و ممارسة وسائل الإسترخاء المختلفة، فإنه بالتأكيد يجب عليك التنبه لهذه المعلومات.
تمثل أحجار الزفير الصدق و الإيمان و الأمانة حيث يعرف عنها بتعزيز القدرة على التواصل و الخروج من حالات الإكتئاب فهي تساعد على تهدئه العقل و الحصول على بصيرة واضحة و الشعور بالسلام الداخلي.
في علم العلاج بالبللورات يعتقد بقدرتها على تخفيض أعراض إلتهاب الحلق و علاج الحمى و نزيف الأنف إلي جانب دورها في علاج الحروق و الإلتهابات الجلدية و تعزيز صحة الدورة الدموية في الجسم و بالتالي الوقاية من أمراض القلب و الأوعية الدموية. على أساس هذا المنطق أيضاً يعتقد بأنه يجب يجب أن يطهر الزفير مرة كل 15 يوم بشكل دوري بإستخدام حجر البلور الصخري و الجمشت.
عندما نأتي إلي صناعة المجوهرات بإستخدام الزفير نلاحظ أن خواتم الزفير الزرقاء و خواتم الزواج شائعين إلي حد كبير في المجال لكن أسعارها قد تكون مرتفعة كثيراً عن المعتاد و ذلك في الأغلب بسبب إهتمام الأسر الملكية في الماضي بذلك الحجر إضافة إلي أن أحجار الزفير الزرقاء الشفافة نادرة نسبياً، من الشائع أن نلاحظ تواجد ألوان أخرى من الحجر متواجدة إلي جانب الأزرق منه في متاجر المجوهرات مثل اللون الذهبي و اللون البلاتيني و عادة ما يكون الحجر مزين بالألماس. حجر الزفير الأزرق يأتي متدرج من الأزرق الفاتح الشبيه بزرقه السماء إلي الداكن منه مثل الظلال الداكنة. لا ينصح بإقتناء لون أزرق داكن للحجر حيث أنه و من السهل أن يتحول إلي اللون الأسود إعتماداً على مدى تأثره بالضوء الخارجي.
عملية تهيئة حجر الزفير تتضمن تعريضه لدرجة حرارة عالية و هي إحدى العمليات الشائع إجرائها من أجل تحسين شفافية الحجر بينما إحدى الطرق الأخرى تضمن التعريض لعدد من العناصر الكيميائية و لحرارة عالية في ذات الوقت، تلك العملية ليست بالهينة و قد تكون نتائجها غير متوقعة في بعض الأحيان حيث أنه لا توجد ضمانه عن الزمن الذي سوف تبقى على حالتها الناتجة بعد المعالجة. أكثر الطرق المستخدمة لإنتاج الزفير هي الإنتاج الإصطناعي حيث أنه العملية لا تتكلف إنفاق الكثير من الأموال نسبياً فإنها تحتاج مجرد توافر عنصر الألمونيوم من أجل بداية الصناعة لذلك إذا كنت متوجهاً إلي إحدى متاجر المجوهرات في إحدى الأيام ووجدت خاتم على سبيل المثال مزين بحجر الزفير و في ذات الوقت مدون عليه سعر منخفض فهو على الأغلب مزيف تم صناعته مخبرياً، بإمكان المتخصصين في فرع الأحجار الكريمة من علم الجيولوجيا التعرف على أنه مزيف بسهوله و ذلك إعتماداً على عدد من العوامل إحداها و أكثرها بساطة هي أن أقل من 1% من أحجار الزفير تكون في حالة جيدة ليست في حاجه إلي معالجتها و تنقيتها حيث إذا وجدت الحجر الماثل أمامك جودته عالية و سعره منخفض عن متوسط الأسعار الطبيعي فهو في الغالب مزيف.
يمكن أن يكون مكلف للغاية حيث أن أن الأسعار تعتمد على عمليات المعالجة المعتمدة على الحجر على عكس ما يعتقد البعض أن الأنواع المعالجة منخفضة السعر أكثر من الأنواع الطبيعية حيث أن المعالجة قد تضمن حدوث تغير في اللون و النقاء و الأبعاد. قيراط واحد من حجر الزفير قد يكلفك ما بين مئات إلي ألاف الدولارات في ذات الوقت الأنواع المصنعة و المزيفة تكلف أقل بكثير بما يقارب الخمسين دولاراً لكن مقابل هذا السعر لن يكون الحجر شفافاً بالطبع يمكن الحصول على نوع شفاف منه مقابل تكلفة أعلى.