جومو كينياتا (مواليد 20 أكتوبر عام 1894 في نيروبي - وتوفي في مومباسا بتاريخ 22 أغسطس 1978) هو سياسي كيني وناشط مناهض للاستعمار تولى منصب رئيس وزراء كينيا من عام 1963 حتى عام 1964. وبعدها أصبح أول رئيس في تاريخ البلاد من عام 1964 حتى وفاته عام 1978. وهو أول رئيس حكومة من سكان البلاد الأصليين. لعب كينياتا دوراً هاماً في انتقال كينيا من مستعمرة تابعة للإمبراطورية البريطانية إلى جمهورية مستقلة. كان من الناحية الأيديولوجية محافظاً وقومياً أفريقياً. وقاد حزب اتحاد كينيا الأفريقي الوطني من عام 1961 إلى حين وفاته.
ولد كينياتا لمزارعين من الكيكويو في بلدة كيامبو خلال الحكم البريطاني للمنطقة. تلقى تعليمه في إحدى المدارس التبشيرية ليزاول مهن مختلفة قبل انخراطه في السياسة من خلال منظمة رابطة كيكويو المركزية. سافر إلى لندن عام 1929 ليمارس الضغوط لصالح شؤون أراضي الكيكويو. ودرس بعدها خلال ثلاثينيات القرن العشرين في كل من الجامعة الشيوعية لكادحي الشرق بموسكو وكلية لندن الجامعية وكلية لندن للاقتصاد. وقام بنشر دراسة أنثروبولوجية عن حياة شعب الكيكويو في عام 1938، قبل اشتغاله عاملاً زراعياً في ساسكس خلال الحرب العالمية الثانية. تبنى كينياتا أفكار مناهضة الاستعمار ومبادئ الوحدة الأفريقية على خلفية تأثره بصديقه جورج بادمور حيث شارك في تنظيم مؤتمر الوحدة الأفريقية الذي عقد بمانشستر عام 1945. وعاد إلى كينيا في عام 1946 ليعمل مدير مدرسة. اُنتخب رئيساً للاتحاد الأفريقي الكيني عام 1947، ليمارس من خلاله الضغوط سعياً من أجل تحقيق استقلال كينيا عن الحكم الاستعماري البريطاني. وهكذا فقد حصل على دعم شعبي واسع من السكان الأصليين، ولكنه لاقى العداوة من المستوطنين البيض. وكان كينياتا في عام 1952 من بين الكابنغوريا الستة الذين اعتقلوا بتهمة التدبير لانتفاضة ماو ماو المناهضة للاستعمار البريطاني. وأدين رغم اعتراضه وإدعائه البراءة (وهي وجهة نظر يتفق عليها المؤرخون اللاحقون) حيث سُجن في لوكيتاونغ شمال البلاد حتى عام 1959، ليتم بعدها نفيه إلى لودوار حتى عام 1961.