ظهرت العملات الورقية المساعدة فئة الخمسة و العشرة قروش في مصر لاول مرة كإجراء طارئ اتخذته الحكومة المصرية لمواجهة الظروف التي فرضتها الحرب العالمية الأولى على مصر.... وذلك للحفاظ على الحركة الاإقتصادية في البلاد ...و تاريخ إصدار العملات الورقية المساعدة في مصر ينقسم الي اربع فترات :
أولاً : أثناء الحرب العالمية الأولى (1914 - 1918).
في عهد السلطان حسين كامل أثناء الحرب العالمية الاولى بدأ ظهور العملات الورقية المساعدة لأول مرة في مصر....وذلك نظراً لظروف الحرب التي أدت إلي صعوبة نقل العملات المعدنية إلي مصر و إرتفاع ثمن المعادن و خاصة الفضة التي يسك منها العملات المعدنية فئة الخمسة و العشرة قروش بحيث اصبحت قيمة الفضة في العملات اكبر من القيمة الفعلية للعملة فعمد التجار و الصاغة الي صهر هذه العملات للاستفادة من فرق السعر فقلت العملات المعدنية في البلاد و ظهرت الحاجة لعملات ورقية مساعدة لدعم الحركة الاقتصادية للبلاد فاضطرت الحكومة المصرية الي اصدار عملات ورقية من فئة العشرة قروش طبعت بمطبعة (ديلار) بلندن عام 1916 و ذلك قبل ان تصدر الحكومة القانون رقم 13 لسنة 1918 في 15 من يونيو الخاص بإصدار عملات ورقية فئة عشرة قروش.
و في عهد السلطان فؤاد الاول اصدرت الحكومة المصرية عملات ورقية فئة خمسة قروش طبعت بمصلحة المساحة المصرية في 1 مايو 1918 و ذلك قبل ان تصدر الحكومة القانون رقم 14 لسنة 1918 في 18 يوليو ....و نظراً لرداءة الورق المستخدم في طباعة العملات الورقية فئة الخمسة قروش فقد سهل تزويرها فاضطرت الحكومة الي سحبها من التداول و إعادة تصميم جديد للخمسة قروش و طباعتها بمطبعة (برودبري) بلندن علي ورق فاخر و ذلك في 1 يونيو 1918.
و بعد انتهاء الحرب توقفت الحكومة عن اصدار العملات الورقية المساعدة و استمر التداول بها حتي عام 1926 و صدور قرار مجلس الوزراء في 11 فبراير عام 1926 بإقاف التعامل بهذه العملات و سحبها من التداول.
ثانياً : أثناء الحرب العالمية الثانية (1939 - 1945).
اندلعت الحرب العالمية الثانية عام 1939 في عهد الملك فاروق الاول ملك مصر و لنفس ظروف الحرب العالمية الاولى اضطرت الحكومة لاصدار عملات ورقية مساعدة و ذلك بموجب القانون رقم 50 الصادر في 11 يونية لسنة 1940 و الذي نص علي إصدار العملات الورقية المساعدة من فئة الخمسة و العشرة قروش.
و قد تم طباعة العملة الورقية المساعدة من فئة العشرة قروش باللون البني و نقش علي ظهرها منظر عام للنيل و القلعة..اما الخمسة قروش فقد طبعت باللون الاخضر و تحتوي من الخلف علي منظر لخزان أسوان و كلا الفئتين طبعت في مطابع مصلحة المساحة المصرية علي ورق بدون علامات مائية...و قد تم تزوير العشرة قروش فتم سحبها من التداول و طبعت العشرة قروش بنفس التصميم السابق مرة اخرى...و لصعوبة تزويرها استخدم ورق فاخر بعلامات مائية (بخطوت منحنية) لاول مرة في العملات الورقية المساعدة و اضيف لتصميم ظهر الورقة زخارف هندسية دقيقة...و في سنة 1942 تم تغيير تصميم العملات الورقية المساعدة فنقش علي وجة العملة الورقية فئة العشرة قروش صورة لكشك الإمبراطور (تراجان) أما الخمسة قروش فنقش علي وجهها صورة لجامع الامير (خاير بك) و تمت الطباعة للفئتين بمصلحة المساحة المصرية على ورق خاص به علامات مائية التاج الملكي و حرف الــ(ف) متكرران.
و في سنة 1944 تم تغيير تصميم العملة الورقية فئة العشرة قروش و حملت لأول مرة صورة الملك "فاروق" الاول ملك مصر امذاك, و أعقبها نغيير تصميم الخمسة قروش لتحمل صورة الملك فاروق ايضاً, و استمر إصدار هذة الاوراق التي تحمل صورة الملك فاروق حتي قيام ثورة سنة 1952.
ثالثاً :بعد قيام ثورة 23 يوليو 1952.
بعد قيام ثورة 23 يوليو سنة 1952 و لعدم استقرار البلاد استمرت الحكومة في اصدار العملات الورقية المساعدة من فئة الخمسة و العشرة قروش و لكن تغير تصميم العملة تغييراً كاملاً يتناسب مع مفاهيم الثورة فتميز تصميم الخمسة قروش بوجود صورة لتمثال الملكة نفرتيتي علي وجه الورقة و ظل هذا التصميم ثابتً حتي الان مع وجود تعديلات بسيطة تصاحب اسم الدولة...ولكن تصميم العشرة قروش تميز الوجه فيها بشمول التصميم فئات مختلفة من الشعب تتمثل في الجندي يحمل بندقية و الفلاح يحمل فأساً و العامل يحمل مفتاح و امرأتان احداهما ترتدي ملابس مصرية و الاخرى تردتي ملابس سودانية رامزاً لوحدة وادي النيل و خلفها علم مصر ذو الهلال و الثلاثة نجوم.
و صدرت الخمسة و العشرة قروش بعد الثورة بإسم "الدولة المصرية" و قد تم طباعتها على ورق اعد في وقت سابق للثورة يحعل علامة مائية صورة الملك فاروق الاول و تم اخفاء هذه العلامة و طمسها اسفل عناصر التصميم.
و بعد الانتهاء من مخزون الورق المعد سلفاً في فترة الملكية استخدم ورق جديد تغيرت فيه العلامة المائية عدة مرات و تغير اسم الدولة وفقاً للاحداث السياسية التي مرت بها البلاد.
وكانت العملات الورقية المساعدة تطبع و ترقم بمصلحة المساحة المصرية ثم تم تكليف مطابع البريد بطبع الخمسة قروش و استمر طبع العشرة قروش في مصلحة المساحة المصرية مع قيام مطابع السكة الحديد بترقيم و قص كلتا الفئتين.
و قد اصدرت لجنة السياسات في عام 1989 قرارها بسحب العملات المساعدة الورقية فئة الخمسة و العشرة قروش من التداول و الاعتماد كلياً على العملات المساعدة المعدنية.
و انتهت دراسات الجدول الي اعتمدت اللجنة عليها في قرارها الي ان العملة الورقية المساعدة من كلا الفئتين تكلف الدولة ثلاثة قروش تقريباً و عمرها الافتراضي يتراوح ما بين ثلاثة الي ستة شهور بينما تكلفة العملة المعدنية ثلاثة قروش ايضاً لكن عمرها الافتراضي يمتد الي عشرين سنة.
رابعاً : إصدارات ما بعد أزمة 1997 الي الان :
و قد وافق مجلس الوزاراء في 2 ابريل عام 1997 على إعادة طبع العملات الورقية المساعدة فئة الخمسة و العشرة قروش و قد جاء هذا القرار لمواجهة ازمة في العملات المعدنية استمرت من عام 1995 الي عام 1997.
و قد صدر القرار الوزاري من وزير المالية رقم 1258 لسنة 1997 بإعادة طبع العملة الورقية المساعدة فئة الخمسة و العشرة قروش و السماح بتداولها.
و طبعت من جديد الخمسة و العشرة قروش عام 1998 بمطابع البريد و مطابع المساحة على ورق يحمل علامة مائية قناع الملك (توت عنخ امون) إلا انه اثناء طبع هذا الاصدار وقع خطاء كبير حيث استخدمت زنكات قديمة لظهر الورقة فئة الخمسة قروش حملت توقيع وزير المالية سابق و هو توقيع صلاح حامد بالغة الانجليزية و بذلك خالف ظهر الورقة وجهها و الذي حمل توقيع وزير المالية انذاك محي الدين الغريب بالغة العريبة لذلك تم تكليف مطابع البنك المركزي بطبع العملات الورقية المساعدة فئة الخمسة و العشرة قروش لتطور و دقة مطابع البنك المركزي.
و بذلك تصبح مطابع البنك المركزي المصري هي الجهه المسئولة عن طباعة جميع فئات العملات الورقية المصرية بداية من الخمسة قروش حتي المائة جنية .
و قد شاع استخدام لفظ "شلن" علي الخمسة قروش و لفظ (باريزة) علي العشرة قروش و قد كان الريال المصري يساوي اربعة شلنات انجليزي...و كان الريال المصري يساوي عشرون قرشاً...لذلك كان كل خمسة قروش مصرية تساوي شلن انجليزي.
و كلمة (باريزة) مشتقة من كلمتان الاولي (باريس) او (باريز) عاصمة فرنسا و الثانية (ديز) او (ديزة) و هي عشرة بالغة الفرنسية او اللغة اللاتينية و قد ادمج العامة الكلمتان في كلمة واحدة لتصبح (باريزة) و هي تساوي عشرة قروش مصرية.