فى الساعة السابعة صباحا يوم 31 مارس كانت العمليات العسكرية معدة ودخلت جيوش الإنجليز مدينة رشيد وكانت خطة حاكم المدينة (على بك السلانكلي) أن أصدر إلى أهلها بالسكون والاختفاء داخل منازلهم حتى يعطى لهم الإشارة لتبدأ المعركة .. وهنا دخل الإنجليز المدينة الهادئة ولم يجدو ا أمامهم عددا يواجهونه ولكن سرعان ما انطلق وعلا من فوق مئذنةمسجد زغلول الشهير وسط المدينة صيحة (الله أكبر حى على الجهاد) وإذا بحماة المدينة فى المنازل قد أخذوا يطلقون النيران وألقت النساء بالزيت والماء المغلى على رءوس الضباط والجنود الإنجليز وصارت الشبابيك الأثرية تقذف نيرانها عليهم وتحولت أسطح المنازل الرشيدة الى خطوط دفاع تحكم وحملت السيدات أيادى الهون النحاسية ليدققن بها رءوس الإنجليز حتى منوا بخسائر فادحة وكانت المقاومة الشعبية على أشدها فاستخدم الأهالى البواسل البلط والعصى والحجارة فى الهجوم والدفاع وتشتيت شمل الضباط والجنود الإنجليز. ولم تستمر المعركة أكثر من ساعتين وفق الخطة الموضوعة وهنا أراد القائد الإنجليزى فريزر قائد الحملة أن ينتقم من أهالى رشيد فارسل حملة أخرى قوامها أربعة آلاف جندى فانقض عليهم أهالى من عائلات الكنفانى ومحارم والعكارى والفاسى والمصرى وسالمة وجودة معهم أهالى قرى الحماد والشامسة والسماحية وسميرة وديبى ومنهم عائلة عجون الشهيد كالصواعق واتخذت النيران تحصد الإنجليز مابين قتيل وجريح وأسير ونتيجة لهذه الهزيمة للإنجليز والانتصار للرشايدة البواسل على مدى شهور انسحب الإنجليز من رشيد ومصر بالكامل فى يوم 19 سبتمبر عام 1807م .
وأصبح اسم رشيد فى المؤلفات التاريخية والعسكرية كما ان الإنجليز فكروا بعد الهزيمة لمدة 75 عاماً قبل أن يقومو ا بالغزو لمصر مرة اخرى عام 1882وقد ظلت هذه المعركة مصدر إلهام ووعى للصحفيين والكتاب والمفكرين والأدباء والعسكريين